الأحد، 18 أكتوبر 2020

الرد على إتخاذ الملاحده والنصارى شبهة من قوله تعالى ( كمثل الحمار يحمل أسفاراً)

 

🔴اولاً👈 من الغريب على ملحد يعرف إلحاده ان يطرح مثل هذه الشبهات ، فالملحد الذي يقوم بهذا هو ملحد لا يعرف شيئاً عن معنى الإلحاد وافكاره ، فالإلحاد هو إنكار وجود الخالق أصلاً ومن ثم إنكار كل ما نُسب إليه ، فكأنما يؤمن بعدم وجود شخصٌ معه في غرفة ثم يشرع هذا الملحد في ضرب ومهاجمة هذا السراب ( الشخص)الذي لا يعتقد هو بوجوده في الغرفه من الأساس ، فكيف لمن يُنكر وجود الله أن يعترض على قول منسوب له ، فكما انك لا تؤمن بوجوده فلا يحق لك إنتقاد ما يُعتقد بأنه منسوب لله الذي أنكرته ، فالفكر الإلحادي قاعدته الأساسيه هي عدم وجود خالق وإله وماعدا ذلك من افكار ومعتقدات فهي مجرد حريات شخصيه ( البقاء للأقوى والأصلح ) فلا وجود لحلال او حرام ولا وجود لعيب او محظورات لان تلك التصرفات ترجع لكل شخص وهواه والخير والشر والحلال والحرام من وجهة النظر الإلحاديه مجرد سلوكيات ميتافيزيقيه دون قيمه في هذا المعتقد المادي البحت ، الذي يقول كبار منظريه ان الإنسان مجرد نفايات كونيه وحثالات كيميائيه فالملحد الذي يبرر كل الجرائم الاخلاقيه وأحطها كالشذوذ بالحيوانات مثلاً ، لا يحق له اصلاً ان يعترض على أي سلوك او فعل سواء أكان هذا الفعل منسوب لبشر يراهم ويؤمن بوجودهم أو منسوب لإله لايراه بل وينكر وجوده أصلاً ، فلا وجود لمعيار اخلاقي في الفكر الإلحادي ومن ثم فلا يحق لمدعوا الإلحاد إنتقاد اي تصرف بزعم تنافيه مع السلوك الاخلاقي وما يليق وما لايليق .

فهذا الملحد الذي قام اسياده بوضع السود( كمثال أبناء استراليا المخطوفون)  داخل أقفاص حديديه بحدائق الحيوان لإعتقادهم بأنهم اقل منهم درجات في السلم التطوري ومن ثم إستعبدوهم لتصنفيهم ككائنات اقل تطوراً لا بأس بوضعهم في اقفاص كالحيو*انات ليشاهدهم الرجل الأبيض ويتسلى بهم بإلقاء ثمار الموز لهم _ لا يحق له ان يتكلم عن الاخلاق ، ففاقد الشئ لا يعطيه.

فإن قال قائل منهم ( ملحد) انا ادين هذا الفعل اللا اخلاقي ولا ارضى به واتبرأ منه واجرمه _ لقلت له.......إن هذا الرأي سيظل مجرد رأيك الشخصي وليس رأي الإلحاد الذي هو اصلاً يقول بغير ذلك ، ومن ثم فرأيك الشخصي هذا لاقيمة له اصلاً مقارنة بمن هم اعلى منك تطوراً( أسياده الغربيين)😀.


🔴ثانياً👈مظاهر تكريم الله للإنسان عديدة ، يكفيني أن اذكر منها قوله عز وجل { ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر} ، ومن مظاهرها أيضاً أنه جعله محور هذه المخلوقات جميعها وجعله سيداً عليها ، بل حتى انه عز وجل أمر ملائكته الأطهار بالسجود لهذا الإنسان تكريماً له عند خلقه ، فكيف لا يكون هذا الإنسان مكرماً وقد خلق الله عز وجل كل المخلوقات من اجله ، ومن اجل أن تعينه على تأدية واجباته وطاعاته تجاهه جل وعلا.؟!!!

وأما عن هذا التشبيه فسأوضح غايته بالنقطة التاليه .


🔴ثالثاً👈 هناك فرق بين ان يصدر هذا التشبيه عن الخالق وعما إذا صدر عن إنسان ، فالإنسان الذي يشبه نظيره بالحم*ار قد نعتبر تشبيهه هذا عيباً وتصرفاً غير مقبول لأن كلاهما يشترك في صفة الإنسانيه حتى وإن تمايز بعضهم على بعضٍ سواء بعلم أو مال او حسبٍ أو نسب _ إلا أنهم جميعاً سيظلوا مشتركين في صفة الإنسانيه لكونهم خرجوا من اصلٍ واحد ، اما ان يصدر هذا الوصف من الخالق عز وجل فهذا لا يمكن بأي حال من الاحوال أن يُعتبر وصفاً لايليق او معيب ولا يُمكن إعتباره عيباً او نقصاً في الله عز وجل _وحاشاه_ فهو مطلق الكمال المُنزه عن النقائص.....

وعلة عدم جوازها كثيره سأعرض منها نقطتين فقط:

الاولى ....انه عز وجل لا يُسأل عما يفعل ، فالخلائق كلها عباده ومخلوقاته وهو وحده صاحب السلطان عليهم ويصفهم بما يريد.

الثانيه.......أن جميع من في السماوات والأرض والكون كله بمجراته وأفلاكه وتصاريفه هم مجرد مخلوقات خلقهم بيده وبكلمة كن فيكون ، ولكونه عز وجل هو من خلق الإنسان وكرمه ، ولكونه عز وجل هو من خلق الحم*ير وصرفهم لما خُلقوا من اجله بتسخيرهم لخدمة الإنسان فلا يمكن اعتبار تشبيهه عز وجل لفئة ضاله من

#مخلوقاته_بمخلوقات_أخرى_شاركتها_في_صفة_الخلق عيباً  ....فلو كان وصف هذه الفئة الضاله بالحم*ير يُعتبر وصف غير لائق بالله عز وجل ونقيصة في حقه لكان بالاولى أن يكون خلقه للحم*ير الذين وصفوا بمثالهم هو من الأساس لايليق بالله خالقهم ويُعتبر عيباً ومطعناً في صفاته وكماله ، وبالطبع فلا يوجد عاقل يقول بهذا فكلٍ خُلق لما وكل إليه....وخلقه عز وجل للحيوانات ليس خلقاً عبثياً بل لفوائد عديده تجعل خلقهم مثالاً لكماله عز وجل ، ومن ثم .....فإطلاقه لهذا التشبيه لا يعتبر مطعناً فيه عز وجل كما ان خلقه لهذه الحيوانات لا يعتبر مطعناً فكلاهما سيظلا مجرد مخلوقات حتى وإن كرم احدهم وقدمه على الآخر ، وحتى لو اراد توبيخ فئة منهم فانزلهم منزلة متدنيه ليصفهم بالفئة الأدنى منهم كالكلا*ب او الحم*ير على سبيل المثال......#فالكل_سيظلوا_مخلوقاته وإن علا صنفٌ منهم على الآخر.

فتمييز الله وتفضيله لنا كبشر لا يرجع لخاصية ذاتيه فينا بل يرجع لإرادتة عز وجل التي أعطتنا هذا التكريم ، فإذا أراد نزع هذا التكريم عن بعضنا وأراد حرمانه منه فهذه إرادته التي لا يُسأل عنها كما لم يُسأل من قبل عندما ميزنا بها وكرمنا من قبل ....وبناءً عليه فمتى أراد سحب هذه الأفضليه متى شاء فلا يحق لأحد أن يعترض أو يستنكر ، فكلنا خلقه وعباده وهذه إرادته تسري علينا.


🔴رابعاً👈 توضيحاً لخصوصية هذا التشبيه ولماذا تحديداً وصفهم بالحم*ار :_


* بهذا التشبيه يقع التوبيخ لهذه الفئه التى اوكلت إليهم مهمة حفظ كتب الله والحفاظ عليها والعمل بما جاء بها ، ولكنهم على النقيض من ذلك حرفوها وبدلوها ولم يعملوا بما فيها ، فأصبح شأنهم كشأن الحما*ر الذي يحمل كُتباً ولكنه لا يعلم محتواها ولم يقدر قيمتها التي لم تُلزمه .

وللمزيد من التوضيح .........

* نقرأ من تفسير الإمام فخر الدين الرازي _ مفاتيح الغيب :

مِنها أنَّهُ تَعالى خَلَقَ ﴿والخَيْلَ والبِغالَ والحَمِيرَ لِتَرْكَبُوها وزِينَةً﴾ [النحل: ٨] والزِّينَةُ في الخَيْلِ أكْثَرُ وأظْهَرُ؛ بِالنِّسْبَةِ إلى الرُّكُوبِ، وحَمْلِ الشَّيْءِ عَلَيْهِ، وفي البِغالِ دُونَ الخَيْلِ، وفي الحِمارِ دُونَ البِغالِ، فالبِغالُ كالمُتَوَسِّطِ في المَعانِي الثَّلاثَةِ، وحِينَئِذٍ 👈يَلْزَمُ أنْ يَكُونَ الحِمارُ في مَعْنى الحَمْلِ أظْهَرَ وأغْلَبَ بِالنِّسْبَةِ إلى الخَيْلِ والبِغالِ، وغَيْرِهِما مِنَ الحَيَواناتِ.

ومِنها: أنَّ في الحِمارِ مِنَ الذُّلِّ والحَقارَةِ ما لا يَكُونُ في الغَيْرِ، والغَرَضُ مِنَ الكَلامِ في هَذا المَقامِ تَعْيِيرُ القَوْمِ بِذَلِكَ وتَحْقِيرُهم، فَيَكُونُ تَعْيِينُ الحِمارِ ألْيَقَ وأوْلى، ومِنها أنَّ حَمْلَ الأسْفارِ عَلى الحِمارِ أتَمُّ وأعَمُّ وأسْهَلُ وأسْلَمُ، لِكَوْنِهِ ذَلُولًا، سَلِسَ القِيادِ، لَيِّنَ الِانْقِيادِ، يَتَصَرَّفُ فِيهِ الصَّبِيُّ الغَبِيُّ مِن غَيْرِ كُلْفَةٍ ومَشَقَّةٍ، وهَذا مِن جُمْلَةِ ما يُوجِبُ حُسْنَ الذِّكْرِ بِالنِّسْبَةِ إلى غَيْرِهِ.

ومِنها: أنَّ رِعايَةَ الألْفاظِ والمُناسَبَةِ بَيْنَها مِنَ اللَّوازِمِ في الكَلامِ، وبَيْنَ لَفْظَيِ الأسْفارِ والحِمارِ لَفْظِيَّةٌ لا تُوجَدُ في الغَيْرِ مِنَ الحَيَواناتِ فَيَكُونُ ذِكْرُهُ أوْلى.


🟣#ملحوظه:____

إلى هنا يكون ردي على الشبهه قد انتهى _ في حالة ماكان مثيرها ملحداً_ اما وإن كان نصرانياً فأحيله لخامساً.


🔴خامساً👈 لنقرأ بعضاً مما وصف به الإنسان في الكتاب المقدس:_


♦️* يسوع يصف غير الامميين بالخنا*زير والكلا*ب:

لاَ تُعْطُوا الْقُدْسَ لِلْكِلاَب، وَلاَ تَطْرَحُوا دُرَرَكُمْ قُدَّامَ الْخَنَازِيرِ، لِئَلاَّ تَدُوسَهَا بِأَرْجُلِهَا وَتَلْتَفِتَ فَتُمَزِّقَكُمْ. (مت ٧ : ٦)


♦️* يسوع يصف المرأه الكنعانيه بالكل*به:

فَأَتَتْ وَسَجَدَتْ لَهُ قَائِلَةً:"يَا سَيِّدُ، أَعِنِّي!"فَأَجَابَ وَقَالَ:"لَيْسَ حَسَنًا أَنْ يُؤْخَذَ خُبْزُ الْبَنِينَ وَيُطْرَحَ لِلْكِلاَب". (مت١٥: ٢٥-٢٦)


♦️* كتابهم يصف الرجال بعديمي الفهم كالجحوش :

أَمَّا الرَّجُلُ فَفَارِغٌ عَدِيمُ الْفَهْمِ، وَكَجَحْشِ الْفَرَا يُولَدُ الإِنْسَانُ. (أي ١١ : ١٢)


♦️* كتابهم يصف المعلمون الدجالون بالحيوا*نات والكلا*ب والخنا*زير :


أَمَّا هؤُلاَءِ فَكَحَيَوَانَاتٍ غَيْرِ نَاطِقَةٍ، طَبِيعِيَّةٍ، مَوْلُودَةٍ لِلصَّيْدِ وَالْهَلاَكِ، يَفْتَرُونَ عَلَى مَا يَجْهَلُونَ، فَسَيَهْلِكُونَ فِي فَسَادِهِمْقَدْ أَصَابَهُمْ مَا فِي الْمَثَلِ الصَّادِقِ:"كَلْبٌ قَدْ عَادَ إِلَى قَيْئِهِ"، وَ"خِنْزِيرَةٌ مُغْتَسِلَةٌ إِلَى مَرَاغَةِ الْحَمْأَةِ". (2بط٢: ١٢، ٢٢)


♦️*يسوع ينعت الفريسيين بأولاد الأفاعي والحيات :

يَا أَوْلاَدَ الأَفَاعِي! كَيْفَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَتَكَلَّمُوا بِالصَّالِحَاتِ وَأَنْتُمْ أَشْرَارٌ؟ فَإِنَّهُ مِنْ فَضْلَةِ الْقَلْب يَتَكَلَّمُ الْفَمُ. (مت ١٢ : ٣٤)


♦️أَيُّهَا الْحَيَّاتُ أَوْلاَدَ الأَفَاعِي! كَيْفَ تَهْرُبُونَ مِنْ دَيْنُونَةِ جَهَنَّمَ؟ (مت ٢٣ : ٣٣)


وأكتفي بهذا القدر من الأمثله لعدم الإطاله .


✅الخلاصه👌:_

١_ لايحق للملحد ان يتحدث عما يصح ومالا يصح ، فالأخلاقيات ابعد ماتكون عن الفكر الإلحادي الذي ليس فيه عيب ولا حرام وحلال.

٢ _ الله عز وجل كرم الإنسان وجعله محور الخلق.

٣_للخالق الحق المطلق في وصف مخلوقاته بما يشاء ، فمهما اختلفت تصانيفهم وانواعهم إلا أنهم سيظلوا مجرد مخلوقات هو خالقهم يحق له تشبيههم بما يراه لائقاً بهم بحسب مسلكهم الذين هم سالكوه.

٤_ إختيار هذا التشبيه من باب التوبيخ لفئة لم تحافظ على ما وكل لها فنبذوه وراء ظهورهم ولم يقدروا قيمة ما حملوه شأنهم كشأن الحما*ر الذي لا يقدر ما على ظهره وقيمته.

٥ _ ورد العديد من التشبيهات والاوصاف التي تماثل هذه التشبيهات بكتاب المعترض ، بل وبما هو أشد وما يُعتبر سباباً بحتاً وليس مجرد تشبيه ، بل حتى إن الله تعالى عما يصفون هو أيضاً لم يسلم من تشبيهاتهم فوصفوه بالخروف ، والدب ، والدجاجه ، واللبوه .....تعالى الله عما يصفون .

انتهى

#######


هناك 10 تعليقات: